كثيراً ما تصلني أسئلة عن موضوع خسارة الكتلة العضلية بسبب ترك النادي إما بسبب إصابة أو بسبب ضغوطات أو بسبب الكسل حيث يتخوف الجميع من هذه النقطة أنه بمجرد ترك النادي و التمرين سأخسر عضلاتي.
في الواقع الجسم البشري يحاول دائما التخلص من اي عبئ إضافي عليه لا يحتاجه مثل العضلات في حال كنت لا تستخدمها، فبمجرد أنك أصبحت لا تستخدم تلك العضلات المفتولة برفع أوزان ثقيلة الجسم يبدأ بالتدريج بتقليصها و التخلص منها لذلك يجب أن تضع ذلك عين الإعتبار أنه بدون أوزان ثقيلة لا يوجد عضلات و العكس صحيح، لا عضلات بدون أوزان ثقيلة.
في أوساط التدريب الرياضي المختلفة يستعمل كثيرا مصطلح الذاكرة العضلية، ويطلق اسم الذاكرة العضلية على تأقلم عضلات الجسم مع العمل المؤدى بنتيجة التكرار حيث تتناغم المجموعة العضلية وتتناسق بشكل مميز مما يجعل المخ يصدر الأوامر للعضلات المعنية لتقوم بالمهام المطلوبة نيابة عنك …وهذه الأنواع من السلوكيات كانت أحد أسباب بقاء الانسان واستمراريته لكنها في الموضوع الرياضي قد تكون قاتلة تماماً لأن الرياضيين بحاجة دائماً لتطوير مستوى أدائهم وبالتالي لابد دائماً من تجديد هذه الذاكرة بإضافة جهود وحركات جديدة إليها
ومصطلح الذاكرة العضلية هذا يفسر بشكل منطقي سبب الإصابة بتشنج عضلات لرياضي متمرس يجرّب أن يلعب رياضة أخرى غير التي اعتاد عليها ولو كانت في نفس السياق ، حيث أن عضلاته تكون غير معتادة على هذا النوع من الجهد ، إذ أن عضلاته لا تملك الذاكرة المطلوبة لأداء هذا الجهد مما يعني أنه بحاجة لوقت ليعتاد على الرياضة الجديدة ، وهو ما يفسر أيضاً الضعف في الأداء الرياضي بعد فترة الانقطاع وصعوبة أداء بعض الحركات القديمة بعد العودة من الإجازة أو من الإصابة أو الانقطاع ..حيث أن العضلات تحتاج لفترة لتعيد بناء ذاكرتها من جديد.
بغض النظر عن الفترة التي تركت فيها التمرين و التي يفترض أن لا تكون طويلة جداً قررت أن تعود للتمرين، ستلاحظ أنك في فترة قياسية أقل بكثير من تلك الفترة التي بنيت بها كتلتك الأولى قد عادت إليك كتلتك العضلية و هذا كله بفضل الذاكرة العضلية، في الواقع لا يوجد ذاكرة عضلية في العضلة إنما هو مصطلح ليس إلا.
ما يحدث في الواقع هما شيئان أحدهما يحدث داخل العضلات و الآخر داخل النظام العصبي المركزي:
بمجرد أن تتقن كيف تؤدي الحركة لتمرين معين فإن هذه المعلومات تخزن داخل دماغك في المخيخ و كل ما زاد أدائك لنفس الحركة كل ما زادت فاعليتك في أداء التمرين و حتى عند ترك التمرين لفترة طويلة فإن عودتك لأداء التمرين بإتقان تكون فورية.