إن سألتم 100 شخصٍ فيما إذا كان ينبغي عليكم ممارسة تمارين الكارديو قبل أو بعد ألعاب القوّة، فمن المحتمل أن تلحظوا وجود انقسامٍ مُماثلٍ بالرأي. لكنّ المفاجئ أكثر بتلك الإجابات، هو أنّ كلّ واحدة منها ستعطيكم 100 سبب مختلفٍ يبرّر وجوب البدء أو عدم البدء بتمارين الكارديو. لذا دعونا نبيّن لكم الخرافات والمفاهيم الخاطئة ونعطيكم الإجابات التي تحتاجونها لبناء أفضل قوامٍ جسديٍّ لديكم.
كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلّة “Journal of Strength and Conditioning Research” عن نتيجةٍ صادمةٍ فعلاً: إذ أوضحت أنّه لا فرق فعلياً بين ممارستكم لتمارين الكارديو قبل أو بعد تدريبات القوّة. فسواء كنتم ترفعون الأثقال أو كنتم تنهكون أنفسكم على أحد أجهزة الكارديو، سترتفع نسبة الهرمونات ذاتها ضمن أجسامكم. كما، لن تلحظوا فرقاً كبيراً حتّى بأدائكم في كلتا الحالتين.
لكن على الرغم من أنّ نتائج الدرّاسة كانت واضحةً إلى حدٍّ ما، ما تزال الآراء متباينة حول هذا الموضوع. فوفقاً لمدرّب اللّياقة البدنيّة “أنتوني جي. يونغ” الخبير الاختصاصي بتمارين القوّة والرشاقة، “يُنصح القيام بتدريبات القوّة قبل ممارسة تمارين الكارديو على الدوام، إذ ينبغي انتقاء المرحلة الأقسى في الوقت الذي ما يزال الجسم فيه بأعلى طاقته. إن فعلتم ذلك بطريقةٍ معاكسةٍ، فستتعب أجسامكم ولن تكون قادرة على رفع الكثير من الأوزان، كما سينخفض مستوى اتّباعكم للتقنيّات الصحيحة”.
من جهتها، تقول السيّدة ديانا تشالو، الاختصاصيّة بالتدريب الرياضيّ الممنهج وصاحبة موقع HitchFit.com الإلكترونيّ للتمرّن الذاتيّ، : “إن كان هدفكم هو خسارة الدهون، فسيكون الوضع المثاليّ من خلال ممارسة تدريبات القوّة أوّلاً، يليها التمارين الخاصّة برفع معدّل نبضات القلب (الكارديو)”. وتوضّح قائلةً: “عندما تقومون بتدريبات القوّة، تبدأ أجسامكم باستخدام الجلايكوجين (وهو الكربوهيدرات المخزّنة) للحصول على الطاقة، لذا فإن مارستم تدريبات القوّة، وألحقتموها بتمارين الكارديو (التي تميل لاستخدام الدهون كوقودٍ لها في التّمارين منخفضة الشدّة) مباشرةً، سيكون بإمكانكم إنشاء بيئة جسديّة مهيِّئة لاستقلاب الدهون”.
قد تتساءلون ماذا عن تمارين الكارديو الصباحيّة؟ حسناً، سنجيبكم عن ذلك. لقد وجدت الأبحاث التي نشرتها مجلّة British Journal of Nutrition أنّه يمكن للأشخاص حرق حتّى 20% من الدهون المخزّنة في الجسم عبر الركض صباحاً بمعدة فارغة. لذا، ينصحكم بعض الاختصاصيين بتقسيم جهدكم الرياضيّ بحيث تمارسون الجري في الصباح على معدة فارغة ثمّ تمارسون تمارين رفع الأثقال خلال وقتٍ لاحقٍ من اليوم بعد تناولكم لوجبة خفيفة تعتمد على البروتين.
الخلاصة هي أنّكم أمام خيارين فعليّاً، وهو ليس بالأمر السيّء إطلاقاً. نصيحتنا: إن كنتم تستطيعون تقسيم جهدكم الرياضيّ على جلستيّ تدريب منفصلتين، فتوجّهوا إلى النّادي الرياضيّ بمعدة فارغة صباحاً وقوموا بتمارين الكارديو (وارفعوا الأثقال في وقتٍ لاحقٍ من اليوم ضمن جلسة مختلفة). أمّا إن لم يكن بإمكانكم الذهاب مرّتين إلى النّادي خلال اليوم الواحد، فيمكنكم تحقيق الاستفادة القصوى بجلسة واحدة عبر ممارسة رياضة الأثقال أوّلاً ثم إتباعها بتمارين الكارديو. بهذه الطريقة يمكنكم إنجاز التدريبات القاسية عندما تكون مستويات الطاقة لديكم في ذروتها.